ربما سمعت أن الماء يعمل العجائب في الجسم وأن تناول الكثير من الماء يساعد في
التخلص من السموم من الجسم وله فوائد لا تعد ولا تحصى. وبطبيعة الحال، لا يمكننا
أن ننكر حقيقة أن شرب الماء ضروري لصحتنا.
ولكن ما هي الكمية المحددة من الماء التي يجب أن نستهلكها يوميًا وكيف
نعرف ما إذا كان جسمنا يحصل على كمية كافية من الماء أم لا؟ في المقال التالي،
سيتم بحث هذه المسألة بناءً على دراسات (وليس تقارير فردية وحالات) لتحديد
الكمية المناسبة من استهلاك المياه للصحة الجسدية والعقلية، ومعرفة بشكل أساسي
ما هي فوائد شرب الماء للجسم.
فوائد شرب الماء
يتكون جسمنا من حوالي 60% من الماء، ونحن نفقد الماء باستمرار، والذي يتم
إخراجه بشكل رئيسي عن طريق البول أو العرق. هناك العديد من الخيارات المختلفة
لكمية المياه التي يجب أن نشربها كل يوم. بشكل عام، توصي السلطات الصحية بشرب 8
أكواب سعة 8 أونصات (حوالي 250 جرامًا أو 250 سم مكعب) من الماء، أي ما يعادل
حوالي 2 لتر أو نصف جالون من الماء. هذه هي القاعدة 8x8 التي يسهل
تذكرها.
ومع ذلك، هناك معلمو صحة آخرون يعتقدون أن أجسادنا دائمًا على وشك فقدان الماء
وأنه يجب علينا شرب الماء دائمًا طوال اليوم، حتى عندما لا نشعر بالعطش. هذه
المشكلة، مثل معظم الحالات الأخرى، تعتمد على الشخص وهناك العديد من العوامل
(الداخلية والخارجية) التي تؤثر في النهاية على كمية المياه التي
نحتاجها.
في هذه المقالة، سألقي نظرة على بعض الدراسات التي أجريت حول استهلاك المياه
وكيف يؤثر ذلك على وظائف الجسم والدماغ، ثم سأشرح كيف يمكننا بسهولة ضبط كمية
المياه التي نستهلكها لتناسب احتياجاتنا الفردية
هل شرب الماء بكثرة يزيد من كمية الطاقة في الجسم ويحسن وظائف المخ؟
- انخفاض الطاقة ووظائف المخ
يدعي الكثير من الناس أنه إذا لم نشرب كمية كافية من الماء طوال اليوم، فإن
مستويات الطاقة لدينا ووظائف المخ تنخفض. في الواقع، تم إجراء العديد من
الدراسات التي تؤكد هذا الادعاء. وفي دراسة أجريت على مجموعة من النساء، تبين
أن فقدان سوائل الجسم بمقدار 1. 36% من وزن الجسم، بعد ممارسة الرياضة، تسبب
اضطراباً في المزاج والتركيز، وفي الوقت نفسه، تزيد من تكرار الصداع لديهم (3%
من وزن الجسم) نتيجة ممارسة الرياضة أو الحرارة تأثير سلبي على العديد من
الجوانب الأخرى لوظيفة الدماغ، لكن لا تنس أن 1٪ من وزن الجسم يمثل كمية كبيرة
إلى حد ما.
يحدث هذا في كثير من الأحيان عندما تتعرق كثيرًا في مواقف مثل ممارسة الرياضة
أو في الطقس الحار. يمكن أن يؤثر الجفاف الخفيف أيضًا سلبًا على الأداء البدني
ويقلل من قدرة الجسم على التحمل. عدم وجود طاقة كافية للقيام بالمهام اليومية
أمر مزعج للغاية. ومن الأسباب الرئيسية لهذه المشكلة هو نقص الماء في الجسم.
وبهذه الطريقة يواجه الإنسان باستمرار الشعور بالتعب والنعاس والخمول والضعف.
هذا الشعور بالضعف يمكن أن يسبب أيضًا مشاكل مثل آلام الظهر والصداع لدى
الأشخاص. أهم أهمية للماء لجسم الإنسان هو أن شرب الماء سيوفر
الأكسجين لخلايا الجسم وسيعمل القلب بشكل أفضل.
الخلاصة: الجفاف الخفيف الناتج عن ممارسة الرياضة أو الحرارة يمكن أن يكون له
آثار سلبية على الأداء البدني والعقلي.
تأثير الماء على وزن الجسم
هناك العديد من الادعاءات بأن شرب الماء يؤثر على وزن الجسم، فشرب المزيد من
الماء يزيد من معدل التمثيل الغذائي في الجسم وتقل الشهية. وفقا لدراستين، فإن
شرب 500 ملليلتر من الماء يمكن أن يزيد بشكل مؤقت من عملية التمثيل الغذائي في
الجسم بنسبة 24 إلى 30٪ خلال اليوم ولهذا الغرض فمن الأفضل شرب الماء البارد،
لأن الجسم يضطر إلى استهلاك الطاقة (السعرات الحرارية) لتسخين درجة حرارة الماء
الذي يشربه للوصول إلى درجة حرارة الجسم.
كما أن شرب الماء قبل الوجبات بحوالي نصف ساعة يقلل من كمية السعرات الحرارية
المستهلكة لدى الإنسان، وخاصة كبار السن. في إحدى الدراسات، فإن متبعي الحمية
الغذائية الذين شربوا 500 مل من الماء قبل الوجبات فقدوا وزنًا أكبر بنسبة 44٪
خلال فترة 12 أسبوعًا (خاصة قبل الوجبات) يلعبون دورًا مهمًا في فقدان الوزن،
خاصة إذا تم دمجه مع نظام غذائي صحي.
الخلاصة: يمكن أن يسبب شرب الماء زيادة طفيفة ومؤقتة في عملية التمثيل الغذائي
في الجسم، كما أن شرب الماء قبل نصف ساعة تقريبًا من الوجبة يمكن أن يتسبب
أيضًا في استهلاك الشخص كمية أقل من الطعام والحصول على سعرات حرارية أقل.
- القضاء على بعض الأمراض
من بين المشاكل الصحية، هناك بعض المشاكل التي قد تستجيب بشكل جيد لاستهلاك
المياه:
الإمساك: زيادة تناول الماء يمكن أن يساعد في منع الإمساك (وهي مشكلة شائعة
جدًا).
السرطان: أظهرت دراسات أن خطر الإصابة بسرطان المثانة والقولون يقل لدى الأشخاص
الذين يكثرون من شرب الماء، على الرغم من أن دراسات أخرى لم تجد أي علاقة
بينهما.
حصوات الكلى: يبدو أن زيادة استهلاك الماء يقلل من خطر الإصابة بحصوات
الكلى.
حب الشباب والترطيب: هناك العديد من التقارير المتناقلة على الإنترنت حول دور
الماء في ترطيب البشرة وتقليل حب الشباب، لكن لم أجد أي دراسات تدعم أو تدحض
هذا الادعاء.
الخلاصة: من فوائد شرب الماء بكثرة أنه يمكن أن يساعد في الوقاية من بعض
المشاكل الصحية، مثل الإمساك وحصوات الكلى.
هل يمكننا أن نأخذ في الاعتبار السوائل الأخرى في استهلاكنا الإجمالي للمياه؟
- الحفاظ على توازن السوائل في الجسم
الماء العادي ليس هو الشيء الوحيد الذي يحافظ على توازن السوائل في الجسم. يمكن
أن يكون للمشروبات والأطعمة الأخرى أيضًا تأثير كبير في الحفاظ على هذا
التوازن. أحد المعتقدات الشائعة هو أنه لا ينبغي تناول المشروبات التي تحتوي
على الكافيين (مثل الشاي والقهوة) لأن الكافيين مدر للبول. لكن الدراسات تشير
إلى أن هذا الاعتقاد غير صحيح، لأن التأثير المدر للبول لهذه المشروبات ضعيف
جداً. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي معظم الأطعمة أيضًا على الماء. تحتوي اللحوم
والأسماك والبيض وخاصة الفواكه والخضروات الغنية بالمياه على كميات كبيرة من
الماء. إذا كنت تشرب الشاي أو القهوة وتتناول الأطعمة الغنية بالمياه، فمن
المحتمل أن تكون هذه المشروبات والأطعمة كافية للحفاظ على توازن السوائل في
جسمك، بشرط ألا تتعرق كثيرًا.
الخلاصة: المشروبات الأخرى (بما في ذلك المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل
الشاي والقهوة) تساعد أيضًا في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم، كما تحتوي
معظم الأطعمة أيضًا على الماء.
- خصائص الماء لصحة الجلد
ما هي أهمية الماء للجسم ؟ وللإجابة عن هذا السؤال يمكن أن
نذكر تأثيره على صحة الجلد. تعتبر صحة البشرة من أهم الأمور التي يوليها الناس،
وخاصة النساء، أهمية كبيرة. خلايا الجلد أكثر عرضة للخطر من جميع الخلايا
الأخرى ويمكنها امتصاص السموم الموجودة في البيئة. وبهذه الطريقة يتضرر الجلد
ويفقد نضارته وصفائه. يعد شرب الماء أحد أفضل الطرق للحصول على بشرة
صحية.
من الأسهل بكثير إزالة السموم من الجلد عن طريق شرب الماء. عندما تشرب كمية
كافية من الماء، يزداد تدفق الدم في خلايا بشرتك وبمرور الوقت، يتم التخلص من
الشوائب الموجودة في التدفق. كما أن استهلاك الماء يمكن أن يلعب دورًا مهمًا
جدًا في تحسين تجاعيد الجلد.
- الماء وصحة القلب
يكون الإنسان وخاصة في سن الشيخوخة أكثر عرضة للمشاكل والنوبات القلبية. يمكن
أن تحمل هذه النوبات مخاطر لا يمكن إصلاحها، لدرجة أن الوفاة بسبب النوبات
القلبية أمر شائع ومثير للقلق. الماء هو المشروب الأفضل والأكثر فائدة لتقليل
خطر الإصابة بالنوبات القلبية ويمكن أن يقلل من خطر الوفاة إلى حد كبير. وفقا
للأبحاث، فإن الأشخاص الذين يشربون أكثر من 5 أكواب من الماء يوميا لديهم
انخفاض بنسبة 41٪ في الوفيات بسبب مشاكل القلب مقارنة بالأشخاص الذين يشربون
كوبين فقط من الماء. الحرص على شرب الماء لصحة القلب وتجنب مشاكل القلب.
- التكيف مع استهلاك المياه
الخطوة الأولى والأهم لإنقاص الوزن والوصول إلى الوزن المثالي هو استهلاك
الماء. اتباع نظام غذائي أساسي مع ممارسة الرياضة وشرب الماء بانتظام يمكن أن
يكون له تأثير مذهل على فقدان الوزن. يتمتع الأشخاص الذين يشربون الماء بانتظام
بجسم أكثر صحة مع عملية أيض أفضل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون استهلاك
الماء بديلاً مناسبًا جدًا للمشروبات ذات السعرات الحرارية العالية ويساعد على
إنقاص الوزن بالإضافة إلى صحة الجسم. شرب الماء البارد يجعل الجسم يعمل بجهد
أكبر لتدفئته. وبهذه الطريقة، من خلال شرب الماء، يمكنك المساعدة بشكل كبير في
عملية فقدان الوزن والتخلص من الدهون في الجسم. تأكد من استخدام كمية كافية من
الماء في تمرينك وبرنامج فقدان الوزن.
- تحسين وظيفة خلايا الجسم
عندما يشرب الإنسان كمية كافية من الماء، من خلال تدفق الدم، يتم توفير السائل
الخلوي الذي تحتاجه الخلايا وتوفيره لها. تكمن
أهمية استهلاك الماء للجسم في أن الماء يمكن أن يحسن بشكل
كبير حالة ووظيفة خلايا الجسم. تقوم خلايا الجسم بأنشطة مثل امتصاص الطعام
وهضمه، وهو ما يمكن القيام به بشكل أفضل إذا تم استهلاك كمية كافية من الماء.
بالإضافة إلى ذلك، مع استهلاك الماء، تكون درجة حرارة الجسم متوازنة.
- التخلص من حرقة المعدة عن طريق شرب كمية كافية من الماء
من أكثر مشاكل المعدة شيوعاً والتي تزعج الناس هي حرقة المعدة. في كثير من
الحالات، تكون حرقة المعدة ناجمة عن نقص الماء في الجسم. ولهذا السبب، فإن
الاستهلاك المنتظم للمياه يمكن أن يزيل حمض المعدة ويقلل من حرقة المعدة إلى حد
كبير. بالإضافة إلى ذلك، فإن استهلاك الماء يبسط عملية هضم الطعام في المعدة
وتكون المعدة في حالة أفضل. هناك أنواع مختلفة من الماء وبعضها أكثر ملاءمة لحل
مشاكل المعدة. لذلك، من الأفضل أن يتم فحص حالة المعدة بدقة من قبل الطبيب
أولاً، ومن ثم اختيار الخيار الأفضل وفقاً لخصائص أنواع المياه المختلفة مثل
المياه المعدنية ومياه الشرب وغيرها.
- استهلاك المياه وأثره على خفض التوتر
تتكون نسبة عالية من أنسجة المخ من الماء. ربما لاحظت أنه عندما تشعر بالعطش،
لا يمكنك التركيز للقيام بأشياء مختلفة. أثناء العطش، لا يتمكن الدماغ من العمل
ويجب عليك شرب كمية كافية من الماء. عن طريق شرب الماء، يتم تقليل الضغط على
الدماغ ويمكنك القيام بالأنشطة المطلوبة. ولا تنسي شرب الماء طوال اليوم وأثناء
القيام بالأنشطة المختلفة. في العمل، في المنزل، أثناء ممارسة الرياضة، وما إلى
ذلك، يجب عليك شرب كمية كافية من الماء للحصول على طاقة كافية لأداء
أنشطتك.
الكلمة الأخيرة
الماء هو المشروب الأفضل والأنسب للأشخاص من مختلف الأعمار. من خلال استهلاك
الماء، يتحسن عمل جميع أجزاء الجسم ويمكنك القيام بالأنشطة المرغوبة بطاقة
وتركيز عاليين. يواجه الأشخاص الذين ينسون شرب الماء مشاكل وأمراضًا مختلفة.
حاولي شرب 8 أكواب من الماء يومياً لتشعري بتأثيره في جسمك. الأشخاص الذين
يشربون كمية كافية من الماء يكونون في مأمن من الأمراض المختلفة وسيشعرون
بالتحسن.